???? زائر
| موضوع: شبهة غسل القدمين في الوضوء الخميس سبتمبر 29, 2011 6:01 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم شبهة غسل القدمين في الوضوءفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] منهج أهل السنة والجماعة فيما جاءهم من علم نقلا عن الله ورسوله ، قولٌ وتسليم بلا تحريف أو تعطيل ، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله " لا تقل لم وكيف إنما هو الاستسلام والانقياد " فهذا هو منهج أئمة السلف المعتبرين قبول نصوص الوحي مع الإيمان بها والانقياد لمرادها دونما أدنى تحريف أو تعطيل أو شك ، لأن الدين جاء واضحا غير مبهم ومفصلا غير مجمل ، فنصوص القرآن جاءت مفصلة وما أجمل فيها بينتها السنة ، فالسنة مفسرة لما في القرآن من إجمال وموضحة لما فيه من إشكال ، وبذلك صار الدين كله واضحا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) إذاً فمتى ما وجد إشكال في فهم أي نص من النصوص فمرجعنا إلى الكتاب والسنة فإن لم يوجد فنرجع إلى قول الصحابة فهم أعلم أهل الأرض بمراد الله بعد رسوله صلى الله عليه وسلم ، وذلك لمعاصرتهم التنزيل ، ثم نرجع إلى أئمة التابعين ثم إلى أئمة السلف عامة ممن عرف عنهم التثبت والعدل .هذا هو منهج أهل السنة والجماعة ، ولذلك يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله " قف حيث وقف القوم فإنهم عن علم وقفوا وببصر ثاقب كفوا" ، ولذلك لا يقبل قول كائن من كان من السلف أو الخلف إذا خالف قوله النص الواضح من الكتاب والسنة أو الرأي المجمع عليه ما لم يكن له مسوغا شرعيا أو لغويا ، وإن لم يجد ذلك كان صادرا عن تتبع الهوى ولهثا وراء الشهوات أو تأييداً لمذهب ضال منحرف خارج عن السنة ، وهذا ما وقعت فيه الطوائف الضالة التي ضلت في كثير من مسائل الشرع وذلك لعدم رد المسائل إلى أهلها ، وأعظم أولئك الضالين المضللين " الروافض " فهم أساس كل شر أدخل على الأمة كما قال شيخ الإسلام رحمه الله " أساس كل بدعة في الدين من الروافض " ولذلك يقول الطحاوي رحمه الله ( ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر كما جاء في الأثر ) فذكر لهذه المسألة بعد قوله ( نقول الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه ) مناسب جدا ، فهو لما ذكر مذهب أهل السنة والجماعة في النصوص الشرعية من رد الأمور إلى أهلها وذم اتباع الهوى فيها ، أورد إلينا مسألة توضح وتصف حال من قال في الدين بلا علم ، فهذه مسألة مما قال فيها الروافض بغير علم ، فهم يرون ألا مسح على الخفين مطلقا ، وأن غسل الرجلين في الوضوء لا يكون إلا بمسح القدم المكشوفة من أطراف الأصابع إلى الكعب الذي هو معقد الشراك ، وحجتهم في ذلك أن قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ }المائدة6 ، قالوا : فيه عطف الرجلين على مسح الرأس ولم يذكر إلا كعبين ولم يقل كعاب ، وقالوا : تفسير " كعب " أي كل ما تكعب وعلا ، وهذا يصدق على الكعب الذي هو معقد الشراك ، لأنه قال كعبين فلكل قدم كعب ، وللرجلين كعبين ، فيكون مفهوم الآية مطابق لما قلناه ، لأنه لو لم يكن هذا مراده وإنما أراد العظمين الناتئين لقال " كعاب " بصيغة الجمع ، لأنه في كل قدم كعبان اثنان ، وفي القدمين أربعة أكعب ، فكونه يقول بالمثنى فقصده ما قلناه ، ويقولون أيضا : إن الآية من أواخر ما نزل من القرآن ، والقرآن متواتر فيقولون: لا شك في صحة قولنا لثبوت تواتر القرآن .فكيف يرد على هؤلاء المضللين الذين قالوا في دين الله بغير علم ولا بوجه حق ؟نقول : يكون الرد عليهم من عدة أوجه نفند فيها ما قالوا :أولا : قولهم إن هذه الآية من أواخر ما نزل من القرآن وأن القرآن متواتر ، نقول: إن الصحابي عبد الله بن جرير رضي الله عنه أسلم بعد هذه الآية، ممن روى أحاديث المسح على الخفين ، وكان السلف يعظمون حديث جرير هذا ، ولو كان كما يدعون أن الآية تدل على قولهم لما روى هذا الصحابي الثقة وكلهم ثقات رضي الله عنهم لما روى أحاديث المسح على الخفين لأن نزول الآية قبل إسلامه .ثانيا :وأما قولهم : أن الرِجْل قد عطفت على مسح الرأس .فنقول : إن الآية قد جاءت بقراءتين 1- قراءة النصب في لفظه { وَأَرْجُلَكُمْ } 2- قراءة الخفض في لفظه { وَأَرْجُلِكُمْ }ففي قراءة النصب تكون { وَأَرْجُلَكُمْ } معطوفة على قوله { وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ } فتأخذ القدم حكم غسل الوجه واليدين ، لأن من المعلوم أن المعطوف يأخذ حكم المعطوف عليه ، و { وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ } مفعول به منصوب ، وكذا يكون في { وَأَرْجُلَكُمْ } فهم مشتركون في حكم الغسل ، وليس المسح لأن العطف صحيح منضبط ولأن الوجوه تغسل ولا تمسح . وأما إن قلنا بقراءة الخفض ففيها ردود من عدة أوجه :الوجه الأول :أن عطف { وَأَرْجُلِكُمْ } على { بِرُؤُوسِكُمْ } من حيث الحكم عطف غير صحيح لأنه ألصق في لفظ رؤوسكم حرف " الباء " ولم يلصق في أرجلكم، فدل على أن المسح خاص بالرأس لأنه لو أراد اشتراك الأرجل في الحكم لقال وبـ { أَرْجُلِكُمْ} وبذلك يكون عطف الأرجل على الرأس حكماً غير صحيح . الوجه الثاني :أن الخفض من باب المجاورة ، وهذا أسلوب في اللغة العربية فكلمة " أرجل " جاورت اسم مجرور بحرف الجر " رؤوس " حيث جر بالباء ، ونظيره قول العرب : " جحرُ ضبٍ خربٍ " فالجحر : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف و " ضب " مضاف إليه مجرور بالكسرة .وخرب : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المجاورة .الوجه الثالث :لو سلمنا جدلا أن الخفض جاء عطفا على المسح على الرؤوس لكان المراد من ذلك المسح مسح القدم وهي مستورة ، وهو ما يعرف عند الفقهاء بالمسح على الخفين ، فيكون ذلك دليلا على مشروعية المسح على الخفين ، ونكون بهذا قد أخذنا بقراءتي النصب والخفض .الوجه الرابع :أن في قراءة الخفض توجيهاً ربانياً كريماً بعدم الإسراف بالماء وخصوصا في غسل القدمين ، لأن غسل القدمين مظنة حصول إسراف ، فناسب أن يعطف غسل القدمين على حال مسح الرأس ، وذلك ترغيبا في غسل القدم بأقل قدر من الماء كما هو حال المسح على الرأس فإن المسح كما هو معروف يكون بقدر قليل من الماء يجريه على العضو الممسوح عليه .ثالثا :قوله { وَامْسَحُواْ } فالمسح في اللغة يطلق على الإسالة ، ونظيره قول العرب تمسحت للصلاة ، فعلم أن المسح لا يطلق على مجرد الإصابة ، فكيف يطلقون مجرد المسح الذي هو الإصابة على القدمين دون إدخال الإسالة معه ؟وذلك لأن السنة بينت أن غسل القدمين يكون بالإسالة وليس بمجرد الإصابة .رابعا :أن عدد الصحابة الذين نقلوا هذه الآية نقلا متواترا أقل بكثير من الصحابة الذين نقلوا لنا صفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومع كثرتهم وتعدد رواياتهم لم يرد في شيء من هذه الروايات ثبوت ترك غسل القدمين إلى الكعبين ، وقد ثبت قوله صلى الله عليه وسلم ( ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار ) فهذه فيها زيادة تأكيد في وجوب غسل القدمين ، لأنه يستحيل بمسح معقد الشراك غسل الأعقاب وبطون الأقدام ، وإلا لما كان في هذا الحديث معنى وأي فائدة ، وكذلك ثبت قول النعمان رضي الله عنه " أن الصحابة الذي رووا لنا صفة الوضوء كانوا قد أخبروا عن حالهم في تسوية الصفوف في الصلاة فقال ( كان يلزق أحدنا كعبه بكعب صاحبه ) ولا يتأتى هذا في الكعب الذي عند معقد الشراك ، إنما يكون في العظمتين الناتئتين . خامسا :كونه سبحانه وتعالى في الآية ثنى الكعبين دل هذا على أن المراد لكل رجل بعينها ، وأن كل قدم فيها كعبان فنص على الكعبين لكل قدم ، ويؤكد هذا أنه قال عن اليدين{ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ } فجمع اليدين وجمع المرافق لأنه ليس في كل يدٍ إلا مرفق واحد ، وجمع الرجلين هنا وثنى الكعبين للإشارة إلى ما ذكرناه وهو أن المسح يكون إلى الكعبين ( العظمتين الناتئتين ) ولو قال الكعاب لكان معناه كمعنى المرافق في اليدين ، فلا يكون في كل قدم إلا كعب ، ولا يقول عاقل بهذا .وعند التأمل في قولهم نجد أن تلك الوجوه المذكورة هي التي بها نرد قولهم ، ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله " من تأمل في شبهة كل ضال ففي شبهته ما يرد به عليه " وذلك لأن كل بدعة لم تأتِ إلا من تتبع الهوى الذي يبعث صاحبه للهث وراء شهواته والدعوة لمعتقداته الباطلة ، ولذلك طمست بصيرتهم وفسدت سريرتهم وأخذوا يتخبطون في غياهب الجهل والعصيان وألبسوا الحق بالباطل ولزم ذلك إلباس الباطل ثوب الحق ومن ثم كتمان الحق .ولذلك حذر الله عز وجل منه في كتابه لما له من مفاسد عظيمة وعواقب وخيمة ذكرت في غير موضع في كتاب الله ، قال تعالى{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ }القصص50 ، فجعل الله جل وعلا ذلك المتكلم عليه بغير علم أشد ضلالا من كل ضال ، كما قال جل وعلا { إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ }النجم23 ، وقال تعالى { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28 ، ولأن الخوض فيما لا علم للإنسان به من التكلف ، قال تعالى { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}الإسراء36 فلما كان الإنسان يتكلم بغير علم كان ذلك تكلفا ، وخصَّ الله هذه الجوارح بالذكر لأن السمع والبصر والفؤاد هي الجوارح التي يتحصل من خلالها العلم ، فالسمع والبصر وسيلة لتحصيله ، والفؤاد وسيلة لحفظه ووعيه .وقال تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ{4} فهذا الذي تكلم على الله بغير علم قال بهواه متبعا ظنه لعدم علمه فقال متكلفا ما لا علم له به فصار بذلك متبعا للشيطان لأن الله عز وجل نهى عن ذلك ، والشيطان يرغب في كل ما يخالف مقتضى الشرع .وقال تعالى { الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35 ، فبذلك أصبح المتكلم ممقوتا عند الله ، ومن ثم جعل الله له العداوة بين الناس ، وذلك مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ).ثم إذا هو لم يشكر نعمة الله عليه من الدين والعلم سلبه هذه النعمة فطبع وختم على قلبه فأصبح لا يعي ولا يفقه شيئا والجزاء من جنس العمل ، ومعاملة له بنقيض قصده فهو لما أرد أن يبرز نفسه على أنه فقيه عالمٌ بهذه الطريقة كان ذلك سببا لسلب ما أعطاه الله من نعم ، فصار جاهلا بعد علم ، فإذا نوقش في قوله أخذ يدافع عنه فصار بذلك متكبرا مع جهله ، وذلك مصادقا لقول المصطفى صلى الله عليه سلم ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) وهو بذلك متكبر على الله لأنه تعدى على حقٍ من حقوقه فقد قال تعالى في الحديث القدسي : ( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيهما عذبته ) .ولقد استفاد أهل العلم من الآية المذكورة آنفا : أن من قال فيما لا علم له به لا أعلم كان ذلك من التواضع في العلم .وقوله تعالى { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف33 ، فجعل الله سبحانه وتعالى القول عليه بغير علم قرينا للشرك تقبيحا له ، وكونه أتى بـ ( ما ) الموصولة في قوله تعالى { مَا لاَ تَعْلَمُونَ } تفيد العموم ، فتعم جميع من تكلم بغير علم سواء تكلم بكلام قليل أو كثير ، فكونه جعل ذلك قرينا للشرك لأنه بتتبعه هواه صار كأنه يعبده فهو إن أمره بشيء أتمر وإن نهاه عن شيء انتهى حتى لو كان مخالفا للشرع وهو الغالب في ذلك فكانت تلك عبادته إياه .وقال عز وجل{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}الكهف26 ، وقال تعالى { قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم }الكهف22 ، فبين الله لرسوله المنهج الصحيح في كل ما يشكل علينا ، فكونه يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يرد الأمر إلى الله كان ذلك بيان المنهج الواجب اتباعه ، وهذا هو المنهج الذي سار عليه عامة السلف الصالح وخصوصا الصحابة رضي الله عنهم فقد كان أحدهم من أعلم أهل الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك يحذر كل الحذر بأن يقول في الدين برأيه إذا غاب الدليل الواضح من القرآن أو السنة ، وكان أبو بكر رضي الله عنه يقول ( أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله برأيي أو بما لا أعلم ) هذا مع علمهم بأن المجتهد إن أصاب له أجران وإن أخطأ كان له أجر اجتهاده .ومما سبق يتضح أن القول على الله بغير علم ينتج عنه عدة محاذير :أولا : اتباع الهوى ، كما في قوله تعالى { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }القصص50.ثانيا : إتباع الظن الذي ليس له دليل يستند إليه ، لقوله تعالى {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ }النجم23 ، وقال تعالى { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28 ثالثا : إرضاء الشيطان وإتباع له ، قال تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ{4} .رابعا : سبب لمقت الله عز وجل وقذف العداوة له في قلوب المسلمين لقوله { الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا}.خامسا : سبب للطبع والختم على القلبوب ومن ثم قد لا تعي ولا تفقه شيئا ، لأن الجزاء من جنس العمل ، ومعاملة له بنقيض قصده ، لقوله تعالى { الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35 ، فهو أحب أن يظهر على أنه عالم فكان ذريعة إلى عدم الفقه وعدم الفقه هم الجهل .سادسا : فيه صفات المتكبرين لأن التواضع للعلم أن تقول فيما لا تعلم لا أعلم ، ولأن الخوض في هذا الأمر يؤدي إلى دفع الحق الذي هو من صفات المتكبرين كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) ودليل ذلك قوله تعالى{ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35 .سابعا : أن الله عز وجل جعله قرينا للشرك تقبيحا له قال تعالى { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}الأعراف33 .ثامنا : فيه تركٌ لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تفويض علم الأمور إلى الله عز وجل ، كما في قوله { قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }الكهف26 ، وفي قوله تعالى { قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم}الكهف22تاسعا : تركٌ لمنهج الصحابة الأخيار أبي بكر وعمر وغيرهم رضي الله عنهم ، فمن ترك منهج الرسول صلى الله عليه وسلم كان تاركا لمنهج السلف من باب أولى.والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
|
???? زائر
| موضوع: رد: شبهة غسل القدمين في الوضوء الخميس سبتمبر 29, 2011 8:57 pm | |
| |
|
???? زائر
| موضوع: رد: شبهة غسل القدمين في الوضوء الجمعة سبتمبر 30, 2011 4:58 pm | |
| |
|